إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم دكتور مايكل موراي، دكتور علاج طبيعي
س-أدينوزيل ميثيونين، أو SAMe. يتكون SAMe من مزيج من الحمض الأميني الأساسي L-ميثيونين والأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) ، وهو "جزيء الطاقة" الرئيسي في الجسم.
يلعب SAMe دورًا أساسيًا في تكوين العديد من الهرمونات والناقلات العصبية والجزيئات الهامة الأخرى الموجودة في الجسم. SAMe ليس فقط واحدًا من أكثر المواد الفيزيولوجية حيوية في جسم الإنسان، بل قد ظهر أيضًا كشكل مكمل غذائي هام من L-ميثيونين لدعم الصحة.
في البشر، يعتبر SAMe واحدًا من المركبات الأكثر استخدامًا في التفاعلات الإنزيمية في الجسم.
يوجد حوالي 30٪ من إجمالي SAMe في جسم الإنسان داخل الميتوكوندريا، وهي الحجرة المنتجة للطاقة في الخلايا.[2]،وهذا التركيز العالي ليس من قبيل الصدفة. يُعدّ SAMe ضرورياً للمساعدة في تغذية وظيفة الميتوكوندريا. وهذا يعني أنه يساعد الميتوكوندريا على إنتاج الطاقة التي تحتاجها جميع الخلايا لتعمل بشكل صحيح.
كما أن SAMe ضروري أيضًا لتصنيع جميع المركبات المحتوية على الكبريت في جسم الإنسان، بما في ذلك الجلوتاثيون ومركبات إزالة السموم ومختلف مكونات الغضاريف المحتوية على الكبريت، بما في ذلك كبريتات الشوندرويتين.
ربما تكون الوظيفة الأكثر شهرة ل SAMe هي أنه، إلى جانب حمضالفوليكوفيتامين B12، يعدّ مهمًا لتفاعلات "الميثيل". الميثيل هو إضافة وحدة كربون واحدة (مجموعة ميثيل) إلى جزيء آخر. وغالبًا ما يكون SAMe أكثر فاعلية في نقل مجموعات الميثيل من مانحات الميثيل الأخرى. SAMe هو المانح الوحيد للميثيل الذي يشارك في عمل الميثيل بشكل صحيح للمادة الوراثية (الحمض النووي والحمض النووي الريبي والهستونات). ونتيجة لذلك، يلعب دورًا كبيرًا في التكاثر الخلوي والتعبير عن الشفرة الوراثية. تُعد تفاعلات المثيلة الناتجة عن SAMe حاسمة في تصنيع العديد من مكونات الجسم، وخاصةً المواد الكيميائية في الدماغ والأشكال النشطة من المغذيات والإنزيمات وتلك المستخدمة في تفاعلات إزالة السموم. يشارك كل من B12 وحمض الفوليك في تفاعلات الميثيل وتصنيع مادة SAMe، لذا فإن نقص هذه العناصر الغذائية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في وظيفة SAMe[3].
وثمة جانب آخر لميثيل SAMe يتمثل في أهميته في عملية الأوتوفاجي (الالتهام الذاتي). تُترجم هذه العملية إلى "الالتهام الذاتي". الالتهام الذاتي هو عملية مراقبة الجودة في الخلية للتخلص من النفايات الخلوية والبقايا والكائنات الحية الدقيقة والمركبات غير المرغوب فيها وكذلك إعادة استخدام تلك المركبات التي يمكن إنقاذها. يرتبط تحسين الالتهام الذاتي المحسّن بمكافحة الشيخوخة. وبالإضافة إلى تحسين تنظيم الالتهام الذاتي، فإن SAMe ضروري لاستقلاب المغذيات سبيرميدين، وهو عامل رئيسي يعزز وظيفة الالتهام الذاتي[4].
خلاصة القول هي أن الآثار الصحية لـ SAMe بعيدة المدى بسبب دوره المركزي في العديد من التفاعلات الكيميائية في جسم الإنسان. يمكن أن توفر المكملات الغذائية ضمانًا لتوفر ما يكفي من SAMe للجسم. يوجد لدى SAMe أربعة استخدامات أساسية كمكمل غذائي: تحسين المزاج وصحة المفاصل والألم العضلي الليفي ودعم الكبد.
أظهر SAMe بعض الفوائد في دعم الحالة المزاجية الإيجابية في عشرات الدراسات البشرية المزدوجة التعمية.[5،6]، بالإضافة إلى الحالة المزاجية المنخفضة العامة، تم الإبلاغ أيضًا عن تأثيرات SAMe في تحسين الحالة المزاجية بعد الولادة والتوتر المرتبط بإزالة السموم من المخدرات وإعادة التأهيل. يعزز SAMe الحالة المزاجية الإيجابية من خلال قدرته على:
بالإضافة إلى فوائده على الحالة المزاجية، تُظهر الدراسات أيضًا أنه يمكن استخدام SAMe مع مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل بروزاك وزولوفت وباكسيل وغيرها. على سبيل المثال، في إحدى التجارب السريرية المزدوجة التعمية، تم إعطاء 73 مريضًا بالاكتئاب 800 ملغ من SAMe أو دواء وهمي مرتين يوميًا لمدة ستة أسابيع مع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRI.[7]؛ وكانت معدلات الاستجابة السريرية ومعدلات الهدوء أعلى للمرضى الذين تم علاجهم ب SAMe (36.1% و25.8% على التوالي بالمقارنة مع العلاج الوهمي (17.6% مقابل 11.7% على التوالي). لم تختلف الآثار الجانبية في مجموعة SAMe عن مجموعة الدواء الوهمي. تشير هذه النتائج إلى أنه يمكن استخدام SAMe بأمان مع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRIs وقد يكون له تأثير داعم.
أظهر SAMe أيضًا نتائج مبهرة في دعم صحة المفاصل. يؤدي نقص فيتامين SAMe في أنسجة المفاصل، تماماً مثل نقص الجلوكوزامين، إلى فقدان الغضروف لطبيعته الهلامية وخصائصه الممتصة للصدمات. ونتيجة لذلك، يمكن أن يتطور تدهور الغضروف، مما يؤدي إلى الألم وانخفاض وظيفة المفصل.
تمت دراسة SAMe على 21,524 شخصًا يعانون من ضعف صحة المفاصل في تجارب سريرية مفصلة مزدوجة التعمية. وقد أظهر SAMe انخفاضًا مماثلًا في درجات الألم والأعراض السريرية في هذه الدراسات مقارنةً بالعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين والإندوميثاسين والنابروكسين والبيروكسيكام. على الرغم من أن هذه الأدوية مرتبطة بمخاطر كبيرة من السمية والآثار الجانبية وتعزيز العملية المرضية في مرض التهاب المفاصل، إلا أن SAMe يوفر فوائد مماثلة من دون مخاطر أو آثار جانبية[8].
هناك دراستان بشريتان مزدوجتا التعمية تستحقان إشارة خاصة. أجريت الدراسات على المرضى الذين يعانون من تدهور كبير في غضروف الركبة، وتمت مقارنة SAMe (1200 ملغم/يوم) بعقاري نابوميتون (ريلافين، 1000 ملغم/يوم) وسيليكوكسيب (سيليبريكس، 200 ملغم/يوم). في الدراسة الأولى، تبين أن SAMe مساوٍ للنابوميتون في تقليل شدة الألم بشكل فعال من خط الأساس وكذلك في التقييمات السريرية ودرجات مؤشر وظائف المفاصل[9]،وفي الدراسة التي قارنت SAMe مع سيليبريكس، أظهر SAMe بداية أبطأ في المفعول ولكن تم الحكم عليه بنفس فعالية سيليكوكسيب، ولكن بدون آثار جانبية[10].
نظرًا للمخاطر المعروفة المرتبطة بالآثار الجانبية البارزة لهذه الأدوية، تقدم نتائج هذه الدراسات دليلاً إضافيًا على أن النهج الذي يركز على تقديم تغذية محسنة لأنسجة المفاصل يمكن أن يوفر فوائد كبيرة لصحة المفاصل.
الألم العضلي الليفي هو حالة شائعة ترتبط بالألم العضلي الهيكلي المزمن والاكتئاب والإرهاق. وقد ثبت في الدراسات السريرية البشرية المزدوجة التعمية أن SAMe يعطي فوائد ممتازة للمرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي. لوحظت التحسينات من خلال الانخفاض الكبير في عدد نقاط التحفيز والمناطق المؤلمة والتحسن في الحالة المزاجية. يبدو أن SAMe مكمل غذائي مهم جدًا لهؤلاء المرضى[11،12].
وقد ثبت أن SAMe مفيد جداً في دعم صحة الكبد. ترتبط فوائده بوظيفته كمانح رئيسي للميثيل في الكبد وتعزيز تفاعلات إزالة السموم. وقد أظهرت الدراسات السريرية أن SAMe مفيد جداً في حماية الكبد من التلف وتحسين وظائف الكبد في الحالات المرتبطة بالارتشاح الدهني للكبد أو زيادة الإستروجين بسبب استخدام موانع الحمل الفموية والحمل ومتلازمة ما قبل الحيض. يعد SAMe مفيدًا أيضًا في متلازمة جيلبرت - وهي متلازمة شائعة تتميز بارتفاع مزمن في مستوى البيليروبين في الدم (1.2 إلى 3.0 ملغم/ديسيلتر). تقلل مكملات SAMe بشكل كبير من البيليروبين في مصل الدم لدى المرضى الذين يعانون من متلازمة جيلبرت.[13،14]
يُوصَى عادةً بتناول SAMe بجرعة تتراوح بين 200 إلى 400 ملجم مرتين يوميًا. ونادراً ما ينتج عن SAMe آثار جانبية بخلاف الغثيان العرضي واضطرابات الجهاز الهضمي. يُعتبر SAMe آمنًا خلال فترة الحمل والرضاعة. لا توجد تفاعلات دوائية معروفة مع SAMe.
SAMe هو مركب حيوي يتكون من L- ميثيونين و ATP، وهو ضروري للهرمونات والناقلات العصبية والوظائف الخلوية وهو يدعم الميتوكوندريا وتفاعلات المثيلة والالتهام الذاتي والصحة العامة. قد تفيد مكملات SAMe المزاج وصحة المفاصل والألم العضلي الليفي وصحة الكبد.
المراجع:
