الدكتور إريك مدريد

يولد الأطفال حديثو الولادة ولديهم 280 عظمة وخلال فترة الطفولة تلتحم العديد من تلك العظام مع بعضها البعض  لتصبح 208 عظمة إجمالًا عند البالغين. تصبح العظام والتي تتكوّن من الماء (10-20%) والمعادن (70%) والكولاجين (10%) في أقوى حالاتها عندما يبلغ الإنسان عمر 25 إلى 35. لذا فالحفاظ على صحة العظام أمر هام  للغاية.

يُعد منع العظام من الترقق أمرًا ضروريًا  للحفاظ على صحتها. يقوم الأطباء بتشخيص حالات قلّة العظام Osteopenia وهشاشة العظام Osteoporosis عندما تكون كثافة العظام أقل من المتوقّع بالنسبة لعمر الشخص. لكثير من الأسباب، تبدأ العظام في الترقّق كلما ازداد العمر. ومع ذلك، فهناك عدة أشياء يمكننا القيام بها للمساعدة في بقاء العظام قوية وتقليل حالات كسر العظام.

تقوم العظام بالعديد من الوظائف في جسم الإنسان أكثر مما قد تدرك. إليك فقط بعض ما تقوم به:

  • تخزّن الدهون الجيدة
  • تنتج خلايا الدم البيضاء التي تحمينا من العدوى
  • تنتج خلايا الدم الحمراء والتي تُعرف أيضًا بالهيموجلوبين الضروري لتوزيع الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
  • تخزّن المعادن التي يحتاجها الجسم لدعم وظائف الإنزيمات
  • تقدّم الدعم الهيكلي للجسم
  • تساعد على سهولة الحركة

هشاشة العظام

تصيب هشاشة العظام أكثر من 75 مليون شخصًا في اليابان وأوروبا والولايات المتحدة ومن المتوقّع إصابتها لأكثر من 200 مليون شخصًا حول العالم. يُصاب الشخص قبل تطور حالته إلى هشاشة العظام بحالة يُطلق عليها osteopenia حيث تصبح عظامه أرق سمكًا من الطبيعي ولكن دون أن تصبح في سُمك تلك المُصابة بالهشاشة.

إذا اعتبر شخص ما معرّضًا ل"خطر" ترقّق العظام، قد يطلب منه الطبيب إجراء فحص كثافة العظام وهو نوع من الأشعة السينية التي تحدّد كثافة العظام. ويُوصى به عادة لبعض الأفراد:

  • النساء في عمر 65 عامًا أو أكثر
  • النساء بعد انقطاع الطمث مع أحد عوامل الخطورة التالية: كسر بعد عمر 45، استخدام المنشّطات لأكثر من ثلاثة شهور، تعاطي التبغ، مؤشر كتلة جسم 22 أو أقل
  • رجل أو امرأة لديهما حالة تزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام مثل التهاب المفاصل الروماتويدي
  • الرجال في عمر الخمسين أو أكثر مع أحد المخاطر التالية: كسر بدون صدمات، انخفاض هرمون التستوستيرون، نتائج هشاشة العظام في الأشعة السينية، فرط الدُرَيقات

يُعد مرضى هشاشة العظام في خطر متزايد لحدوث كسور العظام. والكسر الأكثر شيوعًا هو كسر الورك الذي يحدث في أغلب الأوقات بعد حوادث السقوط. أقوم أثناء ممارستي الطبية الخاصة بإدخال مريض إلى المستشفى المحلي كل أسبوع تقريبًا بعد تعرضه لكسر الورك. في معظم الحالات يكون المريض قد فقد توازنه وسقط أرضًا.

عندما أدخل مريضًا إلى المستشفى، أقوم باستشارة أخصائي العظام (جراح العظام) الذي سيُجري جراحة استبدال مفصل الورك. عادة ما يظل المريض في المستشفى لبضعة أيام قبل نقله إلى مرفق التأهيل حيث يتلقّى المزيد من المساعدة وتمارين التقوية باستخدام مفصل الورك الجديد المصنوع من التيتانيوم.

كسور الورك قد تكون خطيرة وقد تغيّر مسار الحياة. فقد أظهرت الدراسات أن هؤلاء المصابين بكسر الورك معرّضون بنسبة تتراوح بين 14 إلى 48 بالمئة لخطر الوفاة خلال عام واحد من حادثهم. لذا فأهمية تقوية العظام لمنع حدوث كسر لن يكون من قبيل المبالغة.  

ينبغي على المعرّضين لخطر السقوط المتكرّر استشارة أخصائي علاج طبيعي وربما يرغبوا في الاستعانة بخبير متمرّس ل"تقييم سلامة المنزل". فسقوط شخص ما بسبب التعثر في سجادة مُلقاة أو في كلب أو قطة منزلية ليس أمر غير مألوف. كما يزيد ضعف الرؤية  أو وجود إعتام في عدسة العين أيضًا احتمالية السقوط أرضًا.

ينبغي على الشخص الذي يعاني من هشاشة العظام أو قلة العظم التحدُّث مع طبيبه لتحديد ضرورة إجراء تحليل دم لاستبعاد الحالات الأخرى. فتحليل الدم الذي يقيس الفوسفاتاز القلوي يساعد في إقصاء مرض بادجيت وهي حالة تكون فيها العظام ضعيفة ومشوّهة. وكذلك قد يشير انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم إلى سوء امتصاص أو قلة استهلاك هذا المعدن في النظام الغذائي. بينما قد يشير ارتفاع الكالسيوم في الدم إلى وجود خلل في الهرمونات (فرط نشاط الغدة الدرقية) بحيث يؤدي إلى ارتشاح الكالسيوم من العظم.

مستوى الكالسيوم الطبيعي في الدم لا يلغي الحاجة إلى تناول مكملات الكالسيوم. وينبغي أيضًا النظر في تحليل وظائف الكلى في الدم وفحص العد الدموي الشامل ومستوى المغنيسيوم وهرمون التيستوستيرون (بالنسبة للرجال) ومستوى هرمون الاستروجين (بالنسبة للنساء) واختبارات الغدة الدرقية (الثيروتروبين، T4 الحر، T3 الحر) عند البحث عن سبب ترقّق العظام.

عوامل الإصابة بمرض هشاشة العظام:

  • تُصاب النساء أكثر من الرجال
  • النساء من أصل أوروبي أو آسيوي في خطر إصابة أعلى من اللاتي من أصل أفريقي أو من أصل إسباني
  • النساء في عمر 65 أو أكثر
  • مؤشر كتلة الجسم أقل من 22
  • تعاطي التبغ أو تاريخ تعاطي التبغ
  • تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام
  • متلازمة أيضية
  • داء السكري
  • قصور الدرقية، قلة نشاط الغدة الدرقية
  • تناول المشروبات الغازية
  • الأدوية مثل المنشطات عن طريق الفم ومضادات الاكتئاب (مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل فلوكسيتين و سيرترالين وسيليكسا) ومضادات التخثُّر (وارفارين)

كيف نمنع فقد العظام

هناك العديد من التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن اتباعها للحفاظ على صحة العظام. فكلما بادر الشخص في  الحفاظ على التغذية">التغذية">التغذية">التغذية">التغذية السليمة والنشاط كلما ازدادت صحة العظام.

الكالسيوم – ضمان احتواء النظام الغذائي على الفواكه والخضروات الغنية بالكالسيوم أمر هام للحفاظ على قوة العظام.

فيتامين د – الحفاظ على قوة العظام هو فقط أحد الفوائد الصحية المتعددة لفيتامين د. (اقرأ المزيد عن الفوائد الصحية لفيتامين د) ينبغي إجراء تحاليل الدم الروتينية لضمان استهلاك و/أو إنتاج كميات كافية من الفيتامين. وقضاء وقت جيد في الخارج وسط الطبيعة يُعد أيضًا وسيلة جيدة لإنتاج فيتامين د.

المغنيسيوم – استهلاك كمية كافية من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والتي تشمل الخضروات الخضراء أمر بالغ الأهمية. المغنيسيوم يعمل جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم لجعل العظام أقوى.

رياضة حمل الأثقال –  ممارسة رياضة حمل الأثقال لمدة 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل تفيد في الحفاظ على قوة العظام. حاوِل أن تمارسها لثلاثين دقيقة على الأقل يوميًا لخمسة أيام في الأسبوع.

تاي تشي – هو نوع من الفنون القتالية في آسيا أظهر فائدته في مساعدة الذين تبلغ أعمارهم 65 أو أكثر في خفض خطورة السقوط بنسبة 50 بالمئة وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة.

صحة الهضم والمعدة – استهلاك الأطعمة المخمّرة يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة النبيت الجرثومي المعوي. تشمل تلك الأطعمة حساء ميسو والزبادي والكفير ومخلل الملفوف. وبالإضافة إلى ذلك، يوفّر النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات خمائر البروبيوتيك وهي غذاء بكتيريا الجهاز الهضمي التي تساعد البكتيريا الجيدة على النمو.

العلاج التقليدي:

العقاقير الدوائية التي أقرتها إدارة الغذاء والدواء للوقاية من هشاشة العظام وعلاجها تشمل:

  • بيسفوسفونات (عن طريق الفم أو عن طريق الوريد : حمض الأليندرونيك، إيباندرونات، ريزدرونات، باميدرونات، حمض الزوليدرونيك)
  • بخاخ كالسيتونين للأنف
  • هرمون جار درقي (تيريباراتيد)
  • علاج بالإستروجين/ بروجستيرون / تستوستيرون – عند الاستخدام، يُراعى الهرمون المتطابق حيويًا والذي قد يصبح بديلًا آمنًا.
  • منبِّهات/مثبِّطات مستقبلات الإستروجين (رالوكسيفين)

البيسفوسفونات هي الفئة الرئيسية للعقاقير الدوائية التي تساعد على عكس مسار هشاشة العظام أو قلة العظام وإعادة بنائها. ومع ذلك، تقترح بعض الدراسات أنها قد تحدث انخفاضًا في جودة العظام.

كما أقرت إدارة الغذاء والدواء أيضًا علاج هشاشة العظام بدواء البيسفوسفونات عن طريق الوريد يُعرف بحمض الزوليدرونيك (ريكلاست/زوميتا) والذي يمكن تعاطيه كل عامين بتكلفة تصل إلى 1,200 دولار. عادة ما يغطي التأمين الصحي التكلفة إذا كان الشخص يتعرّض للكثير من الأعراض الجانبية عند تناول حبوب البيسفوسفونات عن طريق الفم. غير أن تلك العقاقير أيضًا لا تخلو من الأعراض الجانبية. فقد يتعرّض بعض الأشخاص إلى اضطراب المعدة أو ربما آلام الفك أو تلف أنسجة عظم الفك (تنخر العظم). كما تقرّر أن تعاطي العقار عن طريق الوريد قد يتسبّب في أعراض تشبه الانفلونزا ونادرًا قد تصل إلى الفشل الكلوي لدى بعض الأشخاص. كما تسرد قاعدة بيانات Epocrates Online الطبية لوصف الدواء 23 عرضًا جانبيًا محتملًا عند تناول الشخص لعقار البيسفوسفونات.

الآثار الجانبية المعتادة للبيسفوسفونات

  • آلام البطن
  • ارتجاع الحمض المعدي
  • الغثيان
  • اضطراب المعدة (عسر الهضم)
  • الإمساك
  • الإسهال
  • ألم المفاصل
  • الغازات (تطبل المعدة)

الآثار الجانبية الخطيرة:

  • صعوبة البلع (عسر البلع)
  • التهاب مجرى المريء (التهاب المريء)
  • قرحة المريء
  • انثقاب المريء
  • تندب المريء
  • قرحة المعدة
  • تفاعل فرط التحسس
  • تورم الجسم بالكامل (وذمة وعائية)
  • تفاعل جلدي حاد
  • انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم (نقص كالسيوم الدم)
  • تورم العين (التهاب العنبية، التهاب الصلبة)
  • تنخر عظم الفك (موت عظام الفك)
  • ألم عضلي هيكلي حاد

وبسبب تلك الآثار الجانبية يختار الكثيرون طرق علاج طبيعية على الأقل في البداية. بالرغم من أنني في أحيان كثيرة  أصف تلك الأدوية لعلاج هشاشة العظام وقلة العظم، كثيرًا ما يحاول العديد من مرضاي تجربة العلاجات البديلة على الأقل أولًا. وفي معظم الحالات يكون هذا مناسبًا للغاية.

العلاجات البديلة:

  • البروبيوتيك –  نبيت جرثومي معوي يساعد على تحسين امتصاص الفيتامينات والمعادن والتي تساعد في النهاية على تحسين صحة العظام. أظهرت الدراسات على الحيوانات تحسنًا في كثافة العظام بينما أظهرت الدراسات البشرية أن العظام تكون أقل عرضة لل"ترقّق" في وجود خمائر البروبيوتيك التي تحتوي على كلٍ من سلالات اللاكتوباسيلس والبفيدو باكتريوم.
  • فيتامين ج – هام لتكوين الكولاجين في العظام. الجرعة الموصى بها من 500 إلى 1,000 ملغ يوميًا
  • فيتامين د – ينبغي تناوله يوميًا. يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم بكميات كافية. تترواح جرعة فيتامين د الموصى بها من 1,000 إلى 5,000 وحدة دولية يوميًا.
  • الكالسيوم –  ينبغي النظر في تناول مكملات الكالسيوم، ينصح ب500 إلى 1,200 ملغ يوميًا.
  • مغنسيوممغنسيوم مستحلب  ينبغي تناول من 125 إلى 500 ملغ يوميًا (أسبرتات المغنيسيوم، سترات المغنيسيوم، مالات المغنيسيوم). إذا تعرّضت إلى لين البراز، قم بخفض الجرعة
  • فيتامين ك2 – ينبغي تناول هذا الفيتامين بصورة منتظمة على الأقل 45 ميكروغرام يوميًا. إذا كنت تتعاطى عقار وارفارين (كومادين)، قد تحتاج إلى تعديل جرعتك. قم باستشارة طبيبك.
  • السترونتيوم – معدن نادر يساعد في زيادة كثافة العظام لدى الرجال والنساء وفقًا للدراسات. ينبغي دراسة تناول 2,000 ملغ يوميًا.
  • بورون  – معدن نادر. تناول من 3 إلى 9 ملغ يوميًا. توجد هذه الكمية عادة في الفيتامينات المتعددة عالية الجودة
  • سيليكا – من 5 إلى 10 ملغ يوميًا، مفيدة لصحة العظام بشكل عام
  • الزنك – يوصى ب 10 ملغ يوميًا

هناك العديد من المكملات الغذائية للعظام مُتاحة وتحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن المذكورة أعلاه

التغذية

  • اتبع حمية غذائية غنية بالخضروات الخضراء الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين ك. تتضمن تلك الأطعمة البروكلي والملفوف والسبانخ و البوك تشوي والكرنب الأجعد وغيرها.
  • اتبع حمية غذائية غنية بالأطعمة التي تحتوي على فيتامين أ مثل الجزر والبطاطا الحلوة والكرنب الأجعد والكثير غيرها
  • اتبع حمية غذائية غنية بالأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكفير وحساء ميسو

يمكنك تحسين صحة عظامك

تُعد صحة العظام المثالية جانبًا هامًا من جوانب الصحة العامة للفرد. فاتباع حمية غذائية جيدة بالإضافة إلى ممارسة تمارين حمل الأثقال بانتظام تلعبان دورًا هامًا في الوقاية من هشاشة العظام وقلة العظام وعلاجها أيضًا. في كثير من الأحيان، لا يكون هذا كافيًا وتكون هناك حاجة  إلى مكملات غذائية توفر كميات كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن لضمان صحة مُثلى  للعظام. إذا لم يكن ذلك كافيًا، ينبغي التفكير في الأدوية الموصوفة طبيًا.

المراجع:

  1. Accessed October 8, 2017- https://en.wikipedia.org/wiki/Bone
  2. Osteoporosis Int. 2006 Dec;17(12):1726-33. Epub 2006 Sep 16.
  3. Schnell S, Friedman SM, Mendelson DA, Bingham KW, Kates SL. The 1-Year Mortality of Patients Treated in a Hip Fracture Program for Elders. Geriatric Orthopaedic Surgery & Rehabilitation. 2010;1(1):6-14. doi:10.1177/2151458510378105.
  4. J Am Geriatr Soc. 2017 Sep;65(9):2037-2043. doi: 10.1111/jgs.15008. Epub 2017 Jul 24.
  5. March 15, 2010 Family Practice News. In article entitles Risks of Long Term Bisphosphonate Use Unclear by Mary Ellen Schneider
  6. Dietary Protein Intake above the Current RDA and Bone Health: A Systematic Review and Meta-Analysis Taylor C. Wallace & Cara L. Frankenfeld Journal of the American College of Nutrition Vol. 36 , Iss. 6,2017
  7. S Jafarnejad et al. J Am Coll Nutr 36 (7), 497-506. 2017 Jun 19.  Effects of a Multispecies Probiotic Supplement on Bone Health in Osteopenic Postmenopausal Women: A Randomized, Double-Blind, Controlled Trial
  8. J Clin Endocrinol Metab. 2013 Feb;98(2):592-601. doi: 10.1210/jc.2012-3048. Epub 2013 Jan 22.
  9. Bone. 2009 Sep;45(3):460-5. doi: 10.1016/j.bone.2009.05.014. Epub 2009 May 21.
  10. JUGDAOHSINGH R. SILICON AND BONE HEALTH. The journal of nutrition, health & aging. 2007;11(2):99-110.