ظهرت قرارات السنة الجديدة لأول مرة في بابل القديمة قبل 4000 سنة. وهذا التقليد الدائم له مزاياه. وإلا لكان قد تلاشى منذ قرون. والأبحاث الحالية تثبت هذه النقطة. في عام 2020، نشر باحثون من جامعة ستوكهولم دراسة تابعت أكثر من 1000 شخص اتخذوا قرارات السنة الجديدة. ومن المثير للدهشة أن أكثر من 50% من صانعي تلك القرارات أفادوا بأنهم حققوا قرارهم و/أو حققوا هدفهم. وكان الأشخاص الذين صاغوا قرارات ملموسة ذات خطط عمل محددة أكثر نجاحًا.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أيضًا أن الأشخاص الذين عقدوا العزم على اتباع عادات صحية جديدة كانوا أكثر عرضة بنسبة 25٪ لتحقيق أهدافهم من الأشخاص الذين تضمنت قراراتهم التخلي عن عادة سيئة. 

أود أن أقدم الخطوات الصغيرة المؤثرة التي أتخذها يوميًا المستوحاة من رحلتي نحو صحة أفضل وعافية جيدة. آمل أن تلهمك تلك الخطوات لاتخاذ قرار ملموس وإيجابي وصياغة خطة العمل خاصة بك.

نصيحة: عليك اتخاذ أقل عدد ممكن من القرارات في الصباح بأن تجعل أفعالك تلقائية. وفر طاقتك لاتخاذ القرار في فترة ما بعد الظهر عندما تكون قد حددت إيقاعًا ناجحًا لليوم. 

لذا، دعنا نبدأ هذه الرحلة معًا، ونتخذ قرارات مدروسة وننشئ تغييرات إيجابية في الحياة.

الخطوة الأولى: تحسين روتينك الصباحي

استيقظ في نفس الوقت كل يوم لوضع روتين ثابت. تمرَّن يوميًا لفترة قصيرة (أي أقل من 10 دقائق) تجمع بين تمارين التمدد والتأمل، مثل تحية الشمس الشهيرة في اليوجا. يجب أن يكون هذا النشاط قصيرًا حتى تتمكن من دمجه بسهولة في حياتك اليومية. إذا لم تتمكن من قضاء 10 دقائق قبل أي شيء في الصباح، فسوف ترى مدى عدم تناغم حياتك. 

بعد ذلك، افتح الستائر أو اخرج للحظات قليلة. لماذا؟ هذا يسمح لضوء الصباح الباكر بإخبار عقلك بإعادة ضبط إيقاعه اليومي حتى تغفو بشكل طبيعي بعد 16 ساعة. الغدة الصنوبرية الحساسة جدًا الموجودة في أعماق دماغك هي حليفتك، لذا دعها تستمتع بالأشعة فوق البنفسجية وساعد ساعتك البيولوجية على الحفاظ على الوقت.

الخطوة الثانية: تناول مكملاتك الغذائية

بعد ذلك، تناول الفيتامينات، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة مع ميثيل فيتامين (ب)، ومزيج معادن يحتوي على الزنك، وأحماض أوميجا 3 الدهنية (DHA/EPA). وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA) وإدارة الأدوية الفيدرالية (FDA)، فإن معظم الأمريكيين لديهم مستويات غير كافية من الفيتامينات والمعادن الرئيسية، بدءًا من الفيتامينات (أ) و (هـ) إلى المغنيسيوم والبوتاسيوم. لسوء الحظ، فإن تناول نظام غذائي صحي يعتمد على الأطعمة المزروعة في التربة المستنفد منها المغذيات قد لا يضمن تجديدًا كافيًا لهذه العناصر الأساسية الحيوية لصحتك. 

الخطوة الثالثة: استبدال السكر بالأليلوز

بعد ذلك، يمكنك تناول القهوة مع الأليلوز بدلاً من سكر المائدة، الذي يمنحك 70% من الحلاوة مع 10% فقط من السعرات الحرارية. يمكنك وضع القشدة عليها. ولكن يجب عليك التوقف عن الكافيين بحلول الساعة 3 بعد الظهر لتجنب تداخله مع النوم.

الخطوة الرابعة: وضع استراتيجية لتوقيت الوجبة

يجب أن يكون الإفطار أمرًا صحيًا للحفاظ على توازن الهرمونات لديك طوال اليوم، ولكن يمكن تأخيره حتى وقت متأخر من الصباح إذا كنت ترغب في ممارسة الصيام المتقطع، كما أفعل أنا. أحاول تجنب تناول الطعام لمدة 14 ساعة يوميًا. إذا كنت أخطط لتناول وجبة الإفطار بعد الساعة 10 صباحًا، فيمكنني تناول عشاء اجتماعي ينتهي بحلول الساعة 8 مساءً. ثم لا آكل أي شيء حتى الساعة 10 صباحًا في صباح اليوم التالي. وجبتي الأولى النموذجية هي نسبة عالية من البروتين، بدءًا من البيض إلى المخفوقات، لكنني بدأت بإضافة مسحوق الخضر الغني بالفيتامينات ويجعلني أشعر بالانتعاش والتجدد.

لكي ينجح هذا، لا تتناول الحلوى بعد العشاء؛ وإلا فإن السكر سوف ينشط الأنسولين ويجعلك تشعر بالجوع في الصباح. القليل من الحالة الكيتونية (الناجمة عن الصيام المتقطع) سوف تقضي على رغبتك الشديدة في الصباح حتى تتمكن من الاستمتاع بصيام غير مؤلم.

الخطوة الخامسة: كن ذكيًا في تناول الوجبات الخفيفة

الأطعمة الصحية على مدار اليوم مع كمية محدودة من الكربوهيدرات الإضافية سوف توازن طاقتك. وجباتي الخفيفة هي المكسرات النيئة، وخاصة الجوز وجوز البقان واللوز، والتي أنقعها في الثلاجة طوال الليل. وبالتالي، فهي أكثر ليونة وتبدأ نظريًا في الإنبات. خيارات الوجبات الخفيفة الرائعة الأخرى هي الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70% ورقائق جوز الهند. المفضل لدى العائلة هو الفشار مع أي توابل تفضلها أو رقائق الخميرة الغذائية.

الخطوة السادسة: تتبع خطواتك اليومية وتدريب القوة

بالنسبة للتمارين الرياضية، لا تجلس أبدًا لأكثر من ساعة دون تمارين تمدد، واطمح إلى المشي 10000 خطوة يوميًا، على الرغم من أن أي رقم يزيد عن 5000 خطوة يومًا يظل جيدًا. تدريب القوة لمدة 30 دقيقة على الأقل 3 مرات أسبوعيًا سيبني عضلات خالية من الدهون تحرق السعرات الحرارية وتساعدك على تحقيق أهدافك في فقدان الدهون. تأكد من تناول بعض البروتين بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة. أنصح بمشروب الإفطار الغني بالبروتين. يمكن أن يساعد في إعادة بناء العضلات.

الخطوة السابعة: تناول الكولاجين لصحة البشرة والشعر

إن البحث عن أفضل ما لديك هو أمر مهم لأننا ملتزمون بيولوجيًا بالبحث عن الجمال. قبل إجراء اختبارات معملية معقدة لقياس صحة الشخص، تعلمنا تقييم صحة الشريك المحتمل من خلال فحص سريع للجسم. للبشرة والشعر أهمية خاصة لأنهما يوفران مقياسًا خارجيًا للصحة الداخلية. تعد مكملات الكولاجين اليومية طريقة سهلة للمساعدة في تعزيز صحة ومظهر شعرك وبشرتك وأظافرك.

الخطوة الخامسة: ابدأ روتين نومك

مع اقتراب المساء، ابدأ برنامج نظافة النوم. غالبًا ما يُصاحب هذه الطقوس تناول أنواع الشاي التي تساعد على الاسترخاء والتي لا تحتوي على الكافيين والتي تساعد على النوم، مثل البابونج أو الرويبوس. فاليريان هو علاج النوم العشبي الأكثر شعبية ودراسة، ومن السهل تناوله كشاي. إذا كنت تواجه صعوبة في النوم، فإن الميلاتونين مفيد ولكن يجب تناوله قبل ساعة على الأقل من وقت النوم وبجرعة أقل من 1 مجم.

بعد ذلك، أطفئ الأضواء من جميع الشاشات الرقمية وشاشات التلفزيون قبل 30 دقيقة على الأقل من وقت النوم.

تأكد من أن وسائدك ذات جودة عالية، وإذا كنت تنام على جانبك، ضع وسادة بين ساقيك (هذه هي الطريقة التي نضع بها المرضى في كثير من الأحيان أثناء الجراحة حتى لا يشعروا بألم بعد التخدير).

الخطوة التاسعة: ممارسة الامتنان

بينما تستلقي للحصول على نوم مريح، اكتب عن أي مخاوف قد تكون لديك والتي يمكن أن تبقيك مستيقظًا في مذكرة القلق. ستكتشف أنها لم تعد تصيبك. اكتب أيضًا شيئًا يجعلك ممتنًا وتفكر في شخص عزيز عليك أن تتصل به في اليوم التالي، مما يمنحك هدفًا إضافيًا لجعل صباحك رائع عندما تستيقظ وتبدأ يومك يعد 8 ساعات.

المراجع:

  1. https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0234097 
  2. https://lpi.oregonstate.edu/mic/micronutrient-inadequacies/overview