بقلم الدكتور تاز بهاتيا

إن السفر ممتع بلا شك، وخصوصًا لدولة أخرى! ولكن ماذا عن إرهاق السفر المصاحب لذلك؟ غير ممتع أبدًا. إرهاق السفر أمر حقيقي ويمكن أن يغير دورة نومك كاملة لدرجة أن صحتك قد تصبح في خطر. ويمكن أن يحدث ذلك حتى بسبب أقل تغيير في المنطقة الزمنية.

كما يمكن أن يكون إرهاق السفر مخادع عند السفر مع الأطفال الصغار، الذين يتبعون عادة روتين نوم أكثر صرامة. وكوني أمًا، فقد تعلمت خلال سنواتي أن عطلات العائلة يمكن أن تصبح كارثية عندما تختل مواعيد نوم أطفالي. وهنالك شيء واحد أحب أن أذكر الأمهات به، ألا وهو أن السبب في أن يقوم أطفالهن بالقفز على أسرة الفندق في الساعة العاشرة ليلًا هو أن الساعة تكون الثالثة عصرًا في الوطن، فنومهم سيتغير وسيبقون مستيقظين، ولكن في اليوم التالي سيكون من المستحيل أن توقظيهم عن السرير.

وفي حين أن ذلك قد يبدو غير مؤذٍ مطلقًا، وعلى الرغم من أنك ستتعافين من ذلك وستعودين إلى عادات نومك الطبيعية، فإنك (أو صحتك) ستعانين في الفترة التي تقع بين ذلك. ولذلك، إليكم بعض النصائح لتبقى صحتكم جيدة عند الإصابة بإرهاق السفر ولتقليل آثاره.

احصل على قدرٍ كافٍ من النوم قبل الرحلة

ابدأ بالانتباه للوقت الذي تنامه ليلًا قبل الرحلة بنحو شهر. ملاحظة: يجب الحصول على 8 ساعات يوميًا من النوم كل 24 ساعة. إذا كنت أمًا جديدة فإنك لا تتمكنين من النوم لثمانية ساعات متتالية (أو لن تحصلي على 8 ساعات من النوم الإطلاق، فلنكن صريحين مع بعض!)، ولكن مهما كان جدولك صعبًا، فحاولي جهدك لتحصلي على أكبر قسط ممكن من النوم قبل الرحلة. سيمنحك هذا فرصة أكبر للتخلص من الآثار الجانبية لإرهاق السفر قبل أن تبدأ حتى.

خذي معك الميلاتونين

لا يتعين عليك السفر خارج البلاد لتتمتعي بفوائد الميلاتونين التي تساعدك على أن تحظى بنوم هانئ!  يقوم جسمك بإنتاج الميلاتونين بشكل طبيعي في الليل، ولكن عندما يصبح هنالك حالة من عدم الاتزان ساعتنا البيولوجية، فإن الميلاتونين لا يفرز في الأوقات الصحيحة. والحل السهل لهذا الأمر هو مكملات الميلاتونين. فالميلاتونين لا يقوم بتقليل الوقت اللازم للنوم، بل إنه يساعد كذلك في أن تنام لفترة أطول. كما أن يزيد من فترة النوم العميق (وهي الفترة التي تحدث فيها الأحلام). ويمكن للميلاتونين أن يكون مفيدًا للبالغين كذلك. أما بالنسبة للصغار فيمكنك تجربة بعض عصير الكرز الحامض الذي يحتوي على الميلاتونين طبيعيًا. وفي إحدى الدراسات المنشورة في مجلة European Journal of Nutrition فقد وجد أن شرب عصير الكرز الحامض يزيد بشكل كبير من مدة النوم وكفاءته.

اطلبي الأطعمة الغنية بالتريبتوفان للعشاء

هذه السلائف الكيميائية الحيوية للسيروتونين تساعد في الحفاظ على صحة دورة النوم حتى عندما لا تعمل ساعتنا البيولوجية جيدًا. فعندما تخرجين للعشاء، سواء قبل ساعات من السفر أو في اليوم التالي من الوصول، فاطلبي أطعمة غنية بالتريبتوفان مثل الجمبري والسلمون والديك الرومي والفاصولياء والمكسرات مثل اللوز وجوز عين الجمل والكاجو والفول السوداني.

افركي قدميك بزيت المغنيسيوم

قد يبدو ذلك غريبًا، ولكن فرك زيت المغنيسيوم على القدم سيساعدك على النوم (أنت وأطفالك) عندما يحين الموعد لذلك. فالمغنيسيوم مرخي طبيعي للعضلات، ولذلك فإنه لن يزيل تعب السفر الجسدي فحسب، بل إنه سيمنحك نومًا هادئًا كذلك. وأنا أحب أن أستخدم القليل من زيت المغنيسيوم لعمل مساج لأقدام أطفالي ليلًا، فهو عنصر مهدئ مفيد لوقت النوم، وهو أمر كلنا نريده. وبعد وضع الزيت وتركه لمدة 10–20 دقيقة، امسحيه بقطعة قماش مبللة. ولكن قد يلاحظ بعض الأطفال بوخز أو شعور بحرق بسبب الزيت، ويعود ذلك بسبب حساسية البشرة أو بسبب نقص المغنيسيوم. فإذا حدث ذلك، فقط قومي بغسله بالماء. أو جربي لوشن المغنيسيوم، فهو غير مركز مثل الزيت.