كثيرًا ما يحدث التهاب المعدة والأمعاء (AGE) لدى الأطفال والذي عادة ما يُشير إليه الآباء المحبطون في كل مكان ب"عِلة المعدة" بسبب قائمة قصيرة من الفيروسات. وغالبًا ما يكون لكل طفل مُشتبه إصابته بهذا المرض وقت ذروة خاص به أثناء العام كما يمكن أن يتفشّي المرض بشكل عرضي أيضًا.

النوروفيروس

تحدث الإصابة بهذا الفيروس على مدار العام ولكن من المعروف أيضًا أنه قد يصيب حالات متفرّقة بشكل عام في الأطفال الصغار. وأهم أعراضه هو القيء المستمر.

فيروس الروتا

لقد كان هذا الفيروس السبب الأكثر شيوعًا وراء الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء حتى إدخال تطعيم فيروس الروتا في عام 2006. فمنذ إدخال التطعيم، انخفض انتشار مرض الروتا بنسبة وصلت إلى 90%  كل عام ليترك للنورُوفيروس صدارة قائمة الالتهابات المعدية المعوية. ويصل إلى ذروته في موسم الخريف/الشتاء بسبب التقلّبات المناخية وغالبًا ما يُصيب الأطفال الصغار. فيروس الروتا يُسبّب الإسهال الشديد خاصة لدى الأطفال والرضع.

الفيروس الغدي

يُصيب بصفة أساسية الأطفال دون سن الرابعة ويبلغ ذروته في الصيف ولكنه قد يسبّب العدوى طوال العام.

فيروس سابو والفيروس النجمي

يُصيب كلا الفيروسين الأطفال الصغار والرضع. وهو يصيب الأطفال على مدار العام ويُعد مرض أخف من فيروس الروتا والنُوروفيروس.

أعراض التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال

تختلف أعراض التهاب المعدة والأمعاء حسب العمر وتختلف من شخص لآخر ومن يوم لآخر ولكن العرضين الأكثر شيوعًا هما:

  • الإسهال: إخراج البراز اللين شبه السائل على نحو متكرر ينتج عن إصابة الأمعاء بالتهاب المعدة والأمعاء. وقد يحتوي البراز على المخاط أو الدم ولكن هذا لا يحدث عادةً. الإسهال قد يستمر أسبوعًا أو أكثر مما يتسبّب في فقد السوائل والإلِكتروليتات.
  • القيء: يُعاني أكثر من نصف الأطفال المصابين بالتهاب المعدة والأمعاء من القيء والذي قد يتسبّب أيضًا في فقد السوائل والإلكتروليتات. يستمر القيء عادةً ليوم أو يومين.

الأعراض الأخرى قد تتضمّن الحمى، ألم المعدة وتشنجها، آلام العضلات، الإجهاد، فقدان الشهية وسيلان الأنف  أو التهاب الحلق. العدوى الأولى لأحد الأشخاص المعرّضين بالإصابة تتسبّب بشكل عام في شدة المرض واستمراره لفترات طويلة لذلك عادةً ما تظهر أسوأ الحالات في الأطفال الصغار والرضع.

الجفاف الناتج عن علة المعدة

تنعكس شدة التهاب المعدة والأمعاء بدرجة الجفاف التي تُصيب الرضيع أو الطفل.

الجفاف الخفيف: ومن أعراضه جفاف الفم أو لزوجة اللعاب ودوار خفيف وقلة التبوّل. معظم حالات الجفاف لدى المصابين بالتهاب المعدة والأمعاء تكون خفيفة ويمكن علاجها عن طريق إعطاء السوائل في المنزل.

الجفاف الحاد: وأعراضه هي جفاف الفم وقلة التبوّل وزيادة معدّل ضربات القلب والتنفس بشكل أسرع وأعمق وغُؤور الموضع اللين في أعلى رأس الصغير وغُؤور العينين، عدم وجود دموع عند البكاء والخمول أو سرعة الانفعال. الرضع والأطفال الصغار هم الأكثر تعرضًا لهذا النوع وقد يتطلّب الأمر إعطاء سوائل الحقن الوريدي.

تعويض فقد الماء والإلِكتروليتات يُعد الأولوية الأولى في حالات التهاب المعدة والأمعاء. تحتوي سوائل المعالجة عن طريق الفم (ORT) على مزيج من السكر والملح. في حالة الأطفال الصغار والرضع، يكون بِديالايت هو السائل المفضّل إعطاؤه للرضع والأطفال. بينما يمكن للأطفال الأكبر تناول الماء أو المشروبات الرياضية المحتوية على الإلكتروليتات. ولا ينبغي إيقاف الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية بالحليب كامل الدسم إلا إذا لم يتحمّلها الرضيع.

ابدأ بكميات قليلة وتمهّل عند إعطاء السوائل إذا كان هناك قيء. ستساعد المصّاصات في ذلك كثيرًا. يمكنك استئناف النظام الغذائي المُعتاد للطفل بمجرد تعويض السوائل وتوقّف القيء ولكن تجنّب الأطعمة الدسمة والأطعمة عالية السكر. فلا تُطعم طفلك البيتزا بمجرد إحساسه بالجوع مرة أخرى!

علاج التهاب المعدة والأمعاء

قد تتطلّب الحالات الشديدة للالتِهاب المعدة والأمعاء إلى أدوية بوصفة طبية مثل زوفران (أوندانسيترون) ولكن يمكن السيطرة على معظم الحالات عن طريق إعطاء السوائل والعلاجات الطبيعية الأخرى. يمكن للبروبيوتيك المساعدة في تقليل وتيرة ومدة الإسهال في حالات التهاب المعدة والأمعاء الفيروسية دون أية آثار جانبية ملحوظة. كما أنها آمنة لكل من الأطفال والرضع. ابدأ بإعطاء البروبيوتيك عند ظهور أولى أعراض علة المعدة ثم يوميًا لمدة 5 إلى 7 أيام.

الإسهال قد يضر بالجلد الحسّاس في منطقة الحفاضات لدى الرضع والأطفال حديثي المشي. طفح الحفاض الناتِج عن تكرار ملامسة البراز للجلد شائع الحدوث للغاية عند الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء وقد يسبب الكثير من الإزعاج. وفيما يلي أبجديات علاج الجلد منه:

    1. وقت التهوية: اجعل طفلك يتحرّك بدون الحفاض بحيث يصل الهواء إلى جلده.
    2. الحاجز: استخدم مرهم أو دهان يعتمد على أكسيد الزنك عند تغيير كلِ حفاضة لطِفلك. لا تحاوِل إزالة المرهم بالكامل عند تغيير الحفاضة. نظّف فقط الجزء المتسخ منه والأجزاء السهل إزالتها ثمّ ضَع المزيد منه.
    3. التنظيف: حافِظ على نظافة الجلد وجفافه. يمكنك استخدام  المناديل المبّللة  أو منشفة ناعمة مبلّلة بالماء الدافئ لتنظيف البول والبراز. يمكن ترك الرضع الأكبر سنًا في حمام صودا الخبز لمدة 10 دقائق مرة واحدة في اليوم للمساعدة على شفاء الجلد.  
    4. تغيير الحفاضات: قم بتغيير الحفاضات بشكل متكرّر.

الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء

يُوصى بإعطاء تطعيم فيروس الروتا لجميع الأطفال في عمر شهرين وأربعة شهور وستة شهور. وهذا يقي من الإصابة بالمرض في العامين الأول والثاني من عمر الطفل.

يمكن لغسل اليدين المساعدة في الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء لمن يقوموا برعاية الرضع أو الأطفال المُصابين بالمرض. اغسل يديك بالماء والصابون  بعد تغيير الحفاضات أو عند لمس براز أو قيء الطفل المُصاب. استخدام مُطهّرات اليد الشائعة القائمة على الكحول لا يُغني عن غسل اليدين بالصابون. وهو هام أيضًا لمنع طفلك من إصابة الآخرين بالتهاب المعدة والأمعاء. حيث يمكن أن ينشر الأفراد الفيروس في البراز بعد عدة أيام من اختفاء الأعراض ويمكن أن يكون معديًا حتى قبل ظهور الأعراض. تختلف التوصيات المتعلقة بالعودة إلى الرعاية النهارية أو المدرسة بحيث تزيد فعالية التوجيهات الأكثر تقييدًا في تقليل انتشار العدوى لدى الأطفال الآخرين.

وعلى الأقل، ينبغي إبقاء الأطفال في المنزل إذا كان لديهم ما يلي:

  • إسهال لمرة أو مرتين في اليوم أو أي براز خارج الحفاضة
  • حوادث التبرز اللاإرادي لدى أي طفل مدرّب على استخدام المرحاض
  • أي تقيؤ خلال ال24 ساعة الماضية

التعامل مع علة في المعدة ليس أمرًا ممتعًا ولكن يمكن السيطرة عليه عند اتباع العلاج والتدابير الوقائية الصحيحة.