إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم دكتور مايكل موراي، دكتور علاج طبيعي
قوة الدمج هي أحد أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للاهتمام في الحياة. التفسير البسيط للدمج هو عندما لا يساوي 1+1 اثنان بل شيء أكبر بكثير. وفيما يخص الصحة، تُظهر الأبحاث تأثيرًا هائلًا للدمج بين النظام الغذائي، نمط الحياة، السلوك والمكملات الغذائية.
يعد تأثير الدمج منطقيًا للغاية ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب قياس تأثير عاملين أو أكثر. أوضح الباحثون في جامعة روتجرز بشكل مقنع تمامًا أن تأثير الرياضة والتأمل يصبح أكبرعند دمجهما معًا. واختاروا تقييم تأثير إدخال هذين العنصرين في نمط الحياة على تحسين الحالة المزاجية وكذلك على تحسين نشاط المخ حيث أظهرت دراسات سابقة فعالية كل منهما كعلاج منفرد. كانت هذه الدراسة الأولى التي تتناول العلاجين مدمجين معًا ونتائجها كانت رائعة للغاية.
هناك ثورة تحدث في عالم الطب التقليدي بشأن أفضل علاج لمرض الاكتئاب. فمنذ اكتشاف الأدوية المضادة للاكتئاب وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والأدوية المشابهة لها، تم الاعتماد على تلك الأدوية لتحسين الحالة المزاجية. ومع ذلك، هناك توثيق علمي متنامي بأن تلك الأدوية ليست فعالة للغاية في معظم الحالات وحتى عندما تكون فعالة، لا تستمر فائدتها طويلا ويتعرض الجميع تقريبًا إلى الانتكاس.
تبيّن فعالية عدد من الطرق الطبيعية لعلاج الاكتئاب ليس فقط في تحسين الحالة المزاجية ولكن أيضًا في تحسين وظائف المخ بشكل عام. كما تبيّن فعالية العلاجات الغذائية، طب الأعشاب، أنواع مختلفة من العلاج النفسي وتغييرات في نمط الحياة.
فيما يتعلّق بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والتأمل ، فوفقًا للدراسات السريرية أثبت كل منهما فعاليته بشكل منفرد في تحسين الحالة المزاجية. كما أظهرت الدراسات السكانية ارتباط كلا منهما بحالات مزاجية أفضل وزيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات ونتائج إيجابية أخرى تتعلق بجودة الحياة.
شملت دراسة روتجرز 52 شابًا بالغًا منهم 22 مصابون بالاكتئاب السريري. شارك المتطوعون في برنامج تدريبي استمر لمدة 8 أسابيع يتضمّن ممارسة التأمل لمدة 30 دقيقة مرتين في الأسبوع يليها الركض على جهاز السير الكهربائي لمدة 30 دقيقة. أثناء التأمل، ركّز الشباب أفكارهم إلى الداخل ثم اهتموا بعد ذلك بتنظيم تنفسهم. كانت الدقائق الخمس الأولى على جهاز السير عبارة عن إحماء يليه الركض بسرعة للحفاظ على معدل 50-70% لضربات القلب كحد أقصى.
في نهاية البرنامج الذي استمر لمدة 8 أسابيع، ذكر الأفراد الذين عانوا من الاكتئاب السريري انخفاضًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب والقلق والأفكار السلبية خاصة استرجاع الماضي. كما لوحظ معدل استجابة عام حيث انخفض الاكتئاب بنسبة 40% لدى هؤلاء الأشخاص. وأفاد المشاركون الآخرون أيضًا بانخفاض أعراض الاكتئاب لديهم عند انتهاء البرنامج.
أظهر جميع الأفراد تحسنًا في اختبارات الوظائف الإدراكية وكذلك زيادة في استجابة المخ للمحفزات الخارجية.
كانت نتائج هذه الدراسة هامة للغاية. حيث يعتقد الباحثون أن الجمع بين الرياضة والتأمل يطبّق آليات متعددة قد تكون مفيدة لصحة المخ في نهاية المطاف بما في ذلك تطوير خلايا جديدة في المخ في إطار عملية يطلق عليها تخلق النسيج العصبي.
حسنًا، يمكن للرياضة عند ممارستها مع التأمل المساعدة في تحسين الحالة المزاجية ووظائف المخ. ما النتائج التي قد نحصل عليها إذا تضمّن البرنامج أيضًا إرشادات غذائية ومكملات غذائية وعشبية وغيرها من الطرق الطبيعية؟ أعتقد أن النتائج ستكون مدهشة وهذا بالفعل ما وجدته أثناء تجاربي السريرية.
قمت بمراجعة دراسة مزدوجة التعمية تعطي مكمل زيت السمك للشباب المصابين بحالات الاكتئاب الواضحة. بالنظر إلى الأفراد الذين أخذوا زيت السمك (1.4جم من(EPA+DHA ، اختفت لدى 67% منهم أعراض الاكتئاب بينما تعافى من الاكتئاب 20% فقط من مجموعة التعمية. هذه بالطبع نتائج رائعة للغاية.
هناك أساليب طبيعية آمنة وفعالة. وكلما جمعت بين المزيد من تلك الأساليب كلما تحسّنت النتائج. وتلك هي قوة الدمج.
المرجع:
Alderman BL, Olson RL, Brush CJ, Shors TJ. MAP training: combining meditation and aerobic exercise reduces depression and rumination while enhancing synchronized brain activity. Translational Psychiatry (2016) 6, e726; doi:10.1038/tp.2015.225
